أخلاق الإسلام الالتزام الخُلقي .. هو الحل

عدد الرسائل : 108 نقاط : 5824

أخلاق الإسلام
الالتزام الخُلقي .. هو الحل

ونحن في رحاب شهر رمضان المبارك نحاول أن نسترجع تلك النسمات العطرة التي تنعش النفوس وتحيي القلوب فيما دعا إليه الرسول "[" من مكارم الأخلاق لإحياء القلوب من الموات وتهذيب النفوس من أخلاق الحيوانات والارتقاء بها في التعاملات بما يحقق للأمة ما تنشده من سلام اجتماعي قائم علي الإيجابية والحفاظ علي القيم والمبادئ السامية بين جميع الطبقات.
فمن أهم مظاهر حُسن الخُلق: أن يعمر قلب المؤمن بالحب النوراني. فيفيض علي البشرية جمعاء. حتي يحب للناس ما يحب لنفسه. وتلك أسمي معاني الوفاء والرحمة النابعة من تعاليم السماء. فالحب الإلهي يقيد الإنسان عن أي نوع من أنواع الشرور فيأمن جاره جانبه ويعيش المجتمع الإسلامي في أمن وسلام.
وإذا كان معظم الناس في عصرنا الحالي قد اهتموا بجمال المظهر فسيظل جمال الجوهر هو الجمال الحقيقي الذي يعكس معدن الإنسان وما يؤمن به من مبادئ وقيم. فالأخلاق هي الحصن الحصين الذي يحفظ للأمة كيانها ويربط بين أبنائها برباط متين كما قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وهذا القول بلا شك ينبع عن عقيدة راسخة بقول الرسول "[": "حسن الملكة نماء وسوء الخلق شؤم والبر زيادة في العمر والصدقة تمنع ميتة السوء".
فحسن الخلق من الأمانة والوفاء بالعهود والصدق في المعاملات وعدم الغش في جميع المجالات. يحقق النمو الاقتصادي والترابط الاجتماعي بكل ما تحويه تلك الكلمة من معان.
ولن ننسي عظمة الإسلام في عتق بنت حاتم الطائي عندما كانت في سبايا طييء. حيث وقفت تخاطب الرسول "[" قائلة: "يا محمد إن رأيت أن تخلي عني وما تشمت بي أحياء العرب. فإني ابنة سيد قومي. وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط".. فقال النبي "[": "يا جارية هذه صفات المؤمنين حقاً لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه.. خلوا عنها.. فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق. والله تعالي يحب مكارم الأخلاق".
تلك كانت لمحة سريعة عن أهمية الأخلاق في شريعتنا. وسنعرض لذلك تفصيلياً في الحلقات القادمة إن شاء الله.
"خديجة النبراوي"

Admin عدد الرسائل : 862 نقاط : 6434