وبشر الصابرين..

Admin عدد الرسائل : 862 نقاط : 6425

وبشر الصابرين..

كتب - رئيس التحرير:

الاربعاء 25 جمادى الأولى 1430هـ - 20 مايو 2009م

فجع الرئيس حسني مبارك أمس الأول بفقد حفيده محمد الذي كان ارتباطه به وثيقا وحمل له مشاعر متباينة من الحب والخوف والأمل بل والصداقة.
ورغم أن البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية لنعي الفقيد جاء مقتضبا وفي أقل عدد من الكلمات. إلا أن الجميع أدركوا أن اللوعة والأسي والمأساة عندما تأخذ بالعقل فإنها لا تترك مساحة للتفكير أو للتعبير عن حالة الحزن العميق.
ربما لا يعلم كثيرون أن "محمد" كان قرة عين الرئيس.. جميعنا نعرف مشاعر الجد التي صورها المثل الشعبي في تلخيص رائع لحالة حب توحد ثلاثة أجيال عندما قال "أعز الولد.. ولد الولد".
لقد عاش الرئيس مبارك مع "محمد" أعواما قليلة بعمر الزمن. لكنها كانت مفعمة بحب أبوي جارف لهذا الصغير الذي مثل له فرحة أول حفيد بما فيها من حكايات أول يوم في المدرسة.. وإصراره علي أن يذهب الرئيس معه حتي يراه زملاؤه.. حنان الجد ليس له حدود.. المحيطون بالرئيس يحكون عن هذا الارتباط الشديد بين الجد والحفيد وإصرارهما أن يكونا معا إذا لم تكن هناك لقاءات رسمية أو اجتماعات.
ليلهم الله الرئيس وأسرته وابنه علاء وزوجته الصبر علي هذا المصاب الفادح.. ومؤكد أن الكلمات لا يمكن أن تضمد جرحا غائرا وعميقا.. لكن الأمل يكمن في أن أسرة الرئيس متدينة وتعرف أن الأرواح ودائع يأخذها الخالق في وقت لا يعلمه إلا هو - سبحانه وتعالي - من أجل ذلك تحدث المولي عز وجل عن الصبر 93 مرة في القرآن الكريم.. يقول الله تعالي "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" صدق الله العظيم.. ويقول الفقهاء إنها من أكثر الكلمات ذكرا في كتاب الله لقيمتها ومعناها وأن فيها قوة إطفاء لحجم المأساة.
إننا نعيش في هذه الدنيا يحدونا أمل أو نتمني تحقيق رجاء أو ندعو الله بشيء. وقد كان "محمد" هو أمل ورجاء ودعاء الرئيس وعائلته.
المتأمل لصور الرئيس والسيدة قرينته مع أول أحفادهما المرحوم "محمد" يتأكد من العاطفة الجياشة التي كناها له ومن ثم يدرك حجم الفاجعة والمأساة.. ليس هناك ما يمكن قوله أو خطه.. وكان الله في عون حسني مبارك الذي وقف كالطود الشامخ في وجه أحداث وأزمات ومؤامرات.. وأزعم أنه لم يعرف الضعف البشري إلا في مصابه الأليم.. اللهم ألهمه صبرا واحتسابا وأنزل عليه وعلي قرينته الفاضلة وابنهما علاء وحرمه الصبر والسكينة "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين".