5- رشاد خليفة، مصري، بـهائي، أقام في الولايات المتحدة، وقد أخرج في أواخر السبعينات بحثاً يتعلق بالعدد (19) في القرآن الكريم، وفي البداية تلقى الناس البحثبالقبول لعدم معرفتهم بأنه ملفّق، وأنّ القائم عليه بـهائي مغرض، ثم ما لبث رشاد خليفة أن ادعى النبوة مستنداً إلى العدد (19)، وقد تزامن ادعاؤه هذا مع اكتشافنا بأن بحثه ملفق ومزوّر.ويجد القارئ تفصيل ذلك في كتابنا : (إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم، مقدمات تنتظر النتائج ).
كان لبحث رشاد خليفة الملفق، ولمسلكه في ادعاء النبوة الأثر السلبي على قضية الإعجاز العددي، وكأن الذين سُرُّوا للبحث وأعجبوا به أدركوا فيما بعد أنهم خدعوا، فكانت لهم ردة فعل تجاه هذه القضية، مع أن المسألة لا علاقة لها بالبهائية، ولا برشاد خليفة، بل إن القرآن كما هو واضح نَصّ على خصوصية هذا العدد، وكونه فتنة للذين كفروا، ويقيناً لأهل الكتاب الذين يبحثون عن الحقيقة ، وزيادة لإيمان المؤمنين. والملحوظ أن قضية هذا العدد (19) لم تكن مطروحة في عصر من العصور كما هي اليوم، ويمكن اعتبار ذلك نبوءة من نبوءات القرآن الكريم. ويبدو أن فهمنا لهذا العدد اللغز سيتطور في اتجاه إيجابي يساهم في تحقيق اليقين وزيادة الإيمان في عصر أحدث الناس فيه شكوكاً وطلبوا المزيد من الأدلة والبراهين. لا داعي لأي موقف سلبي من قضية الإعجاز العددي، وان كان التحقق مطلوبا، ويمكننا اليوم أن نتحقق من أية معلومة -وهذا ما فعلناه في بحوثنا - كما ويمكن الحكم على دلالة أية مسألة، ثم إن الموقف السلبي قد يحرمنا من وجه عظيم من وجوه الإعجاز القرآني له انعكاسات إيجابية على المستوى الإيماني، وعلى مستوى الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وعلى مستوى تفنيد الشبهات التي تثار حول القرآن ونزاهته وإعجازه. أمّا البهائية فبطلانها بيّن وانحرافها واضح، ولا يسعفهم العدد (19) في ترويج فكرتـهم ومعتقداتـهم، بل إن حتفهم سيكون فيما قدسّوا، فقد بدأت القضية فتنة للذين كفروا من البهائيين وغيرهم، وها نحن نعاصر انبعاث اليقين من رحم الفتنة، وها هي تجليات هذا الإعجاز تشهد بنـزاهة القرآن الكريم عن التحريف والتبديل، وها هي حقائق العدد ترسّخ اليقين وتزيد الإيمان، وإن مقدمات هذه المسألة لتبشر بخير عميم.
إذا كان العدد (19) ذكرى للبشر كما نصّ القران الكريم، فإن ذلك يعني أن البشر سيصلون عن طريق هذا العدد إلى اليقين الذي هو ذكرى وعظة وحجة. فالأقـرب إلى العقل والمنطق أن نقول إن ذلك سيكون عن طريق الإعجاز العددي القائم على أساس العدد(19)، على اعتبار أن اليقين لا يتحصل إلا عن دليل قاطع، ولا شك أن المعجزة هي دليل قاطع.ومن الأمور التي ترجح ذلك وتؤكده ما نجده في البنية العددية لسورة المدثر،
والتي تتلخص فيما يلي: 1- الآيات في سورة المدثر قصيرة جدا، عدا آية واحدة هي طويلة بشكـل لافت للنظر، وهي الآية (31 ) التي تتحدث عن حكمة تخصيص العدد (19).
2- تتكون هذه الآية من (57) كلمة، أي (19×3).
3- تنقسم هذه الآية إلى قسمين : القسم الأول يتكون من (38) كلمة، أي (19×2) وهو القسم الذي يتحدث عن حكمة تخصيص العـدد (19) بالذكر، وينتهي عند قوله تعالى (ماذا أراد الله بهذا مثلا ً). أما القسم الثاني فيتكون من (19) كلمة هي تعقيب على ما ورد في القسم الأول : (كذلك يضل الله من يشاء، ويهدي من يشاء، وما يعلم جنود ربك إلا هو، وما هي إلا ذكرى للبشر ).
4- عدد كلمات أول (19) آية من سورة المدثر هو (57) أي (19×3) وبـهذا يتضح أن عدد كلمات الآية (31) من سورة المدثر يساوي عدد كلمات أول (19)آية.
5 - من الآية (1-30) أي إلى نهاية قوله تعالى : ( عليها تسعة عشـر ) هناك (95) كلمة، أي (19×5).
6- الآية (30) تتكون من ثلاث كلمات( عليها تسعـة عشر )، وبذلــك يتضح أن الآية (31) التي تتحدث عن حكمة تخصيص العدد (19) تساوي (19) ضعفاً لقوله تعالى ( عليها تسعة عشر ).
7- عدد الأحرف من بداية سورة المدثر حتى نهاية كلمة ( عليها )، أي قبل قوله عزّ وجل (تسعة عشر ) هو (361) حرفا، أي (19×19) فتأمل !!
8- (تسعة عشر ) تتكون من ( 7) أحرف، وعلى ضوء المعلومة السابقة، يتبين أن الحرف الأوسط في هذه الجملة هو الحرف (365) من بداية سورة المدثر، وهو عدد أيام السنة، فهل لذلك علاقة بعالم الفلك ؟!
9-( كلا والقمر، والليل إذ أدبر، ، والصبح إذا أسفر، إنـها لإحدى الكبر، نذيراً للبشر …) لماذا كان القسم بالقمر، والليل، والصبح. أو بمعنى آخر بالقمر، والأرض، والشمس ؟! فهل لذلك علاقة بالعـدد (19)؟ في الحقيقة نعم، فهناك أكثر من علاقة قائمة بين الشمس الأرض والقمر تقوم على أساس العدد (19) وليس هذا مقام تفصيل ذلك.
10-الآية (31) هي (57) كلمة، أي (19×3)، وهي آخر آية في ترتيب المصحف عدد كلماتها (19) أو مضاعفاته.
11-في الآية (31) المذكورة جملة معترضة : ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) هي عبارة عن (19) حرفا. ألا يصح أن يكون الإعجاز العددي "من الجنود" المشار إليها في الآية ؟ كيف لا والنصر للفكرة هو الهدف حتى عند تجييش الجيوش ؟!
12-آية المداينة هي أطول آية في القرآن الكريم، عدد كلماتـها(128) كلمة، وهذا يعادل (6) أضعاف متوسط عدد كلمات الآيات في سورة البقرة، وهي أعلى نسبة في القرآن الكريم عدا الآية (20)من سورة (المزّمل) وهي السورة التي تسبق سورة ( المدثر )، فإن عدد كلماتـها (78) كلمة، وهذا يعادل (7,
ضعفاً لمتوسط عدد كلمات الآيات في سورة ( المزمّل ). أما الآية (31) من سورة (المدّثر ) والتي نحن بصدد الحديث حولها، فإنها تعادل (12,5) ضعفاً لمتوسط عدد كلمات الآيات في سورة (المدّثر)، وهذه النسبة تجعلها أطول آية في القرآن الكريم من هذه الحيثيّة.
فما معنى أن يكون عدد كلمات أول (19) آية من سورة المدثر هو (19×3)، وعدد كلمات أول (30) آية، أي حتى قوله تعالى ( عليها تسعة عشر ) هو(19×5) ؟! وما معنى أن يكون عدد الأحرف من بداية سورة المدّثر حتى قوله تعالى ( عليها ) هو (19×19) ثم يذكر العدد (تسعة عشر ) ؟!ما معنى أن تكون الآية (31) التي تبين حكمة تخصيص العدد (19)، والتي هي أطول آية في القرآن نسبيا، مكونة من (19×3) من الكلمات، وتنقسم إلى (19×2) + (19) ؟! وما معنى أن يساوي عدد كلماتـها عدد كلمات أول (19) آية، وتكون (19) ضعفاً لقوله تعالى :
( عليها تسعة عشر ) ؟! ثم لماذا هي آخر آية في المصحف تتألف من العدد (19) أو مضاعفاته ؟! وما معنى أن يتم الحديث حول العدد (19) في أول ما نزل في الرسالة ؟! وما معنى أن يكون هذا العدد (19) هو العدد الوحيد في القرآن الكريم الذي يُتَّخذُ موضوعاً يُفصَّل الحديث فيه ؟! ثم ما معنى أن يقسم الله تعالى بالقمر والأرض والشمس، على أن هذه القضيّة هي إحدى الكبر ثم نجد عدة علاقات بين هذه الأجرام تقوم على أساس العدد (19) ؟!
ألا تجعل هذه الملاحظات تفسير الآية (31) أكثر وضوحا، وأعمق دلالة، وأعظم إعجازاً ؟! وكيف بنا وقد تجلت حقائق هذا العدد وتواترت ؟! وما كتابنا: ((إعجاز الرقم (19) في القرآن الكريم مقدمات تنتظر النتائج )) إلا مقدمة لهذا الموكب المهيب الذي يطغى بتجلياته، ليدرك الجميع أن تفاهات البهائيين، وتردد الطّيّبين، لن يغني من الحق شيئًا.
والله نسأل أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى
مع مشاركتا في صالح دعواكم
[/size]