وماذا بعد؟! توابع الدروس الخصوصية

عدد الرسائل : 108 نقاط : 6026

..وماذا بعد؟!
توابع الدروس الخصوصية

خالد إمام
E-mail:khaled@almessa.net.eg

لم يعد الأمر يحتمل السكوت بعد أن زاد عن حده.. والخوف كل الخوف أن ينقلب إلي ضده.
هذه المخاوف قد تحدث فعلاً.. وستكون وقتها توابع حتمية هي في الأول والآخر رد فعل طبيعي ومنطقي لما يجري في مدارسنا من ضغوط المدرسين علي تلاميذهم لأخذ دروس خصوصية وتجاوز بين الطرفين نتيجة التبسط والجرأة.

* * *
كلنا تعلمنا في مدارس الحكومة.. ورأينا بأنفسنا كم تعرض الكثيرون للعقاب من أساتذتهم بصور شتي.. ابتداء من اللوم والتأنيب الهاديء إلي التعنيف الشديد حتي الضرب غير المبرح وأيضاً الفصل وإحضار ولي الأمر.
مع ذلك.. كانت العلاقة بين الأستاذ والتلميذ تقوم علي الحب والاحترام الشديد.
الأستاذ يتعامل مع تلميذه بحنان ومودة وأبوة حقيقية وليست مصطنعة. والتلميذ يرتعد أمام أستاذه ويحبه ويحترمه في نفس الوقت.. بل ويتخذه غالباً مثلاً أعلي له.

* * *
تعلمنا في مدارس الحكومة 12 عاماً من الابتدائي حتي حصلنا علي الثانوية العامة دون أن نري مدرساً "يعزق" تلميذه وكأن له تار بايت لديه.
الآن.. نري ما لم نره أو حتي يمكن تخيله وبالتالي زادت حالات الضرب العنيف والمبرح من الأساتذة لتلاميذهم.. وبعضها انتهي بجرائم قتل أو التسبب في عاهات مستديمة للتلاميذ.. ولعلنا لا ولن ننسي التلميذ الذي ركله أستاذه في بطنه.. فقتله.
هذه الحوادث امتدت للأسف إلي إدارة المدرسة أيضاً.. وكان آخرها عندما ضربت مديرة إحدي مدارس العمرانية تلميذاً بالمدرسة.. وحينما توجهت والدته إلي المديرة لعتابها.. ضربتها هي الأخري!!

* * *
إننا لا نريد أساتذة ونظاراً فتوات.. نحتاج إلي مدرسين يطبقون اسم الوزارة "التربية" و"التعليم" كما يجب التطبيق وبأسلوب تربوي سليم.
يقول البعض إن التلاميذ أصبحوا يتجرأون بالكلام علي أساتذتهم.. والخوف كل الخوف أن ينفلت العيار ويرد التلميذ الصاع صاعين لأستاذه.. الضربة بمثلها. والتطاول بأشد منه.
وأرد عليهم بأن الأساتذة هم السبب في هذه الجرأة.. فالتلميذ يشعر بأنه اشتري أستاذه من خلال الدروس الخصوصية وبالتالي فهو مقتنع بأنه مشارك في زيادة رصيد الأستاذ في البنوك ومن حقه أن يتبسط معه إلي أبعد مدي وهنا مكمن الخطورة بعد انهيار سور الرهبة والاحترام الذي كان يفصل بين الأستاذ وتلميذه.. وهو أحد أهم وأخطر توابع الدروس الخصوصية.

* * *
لو كل أستاذ من أساتذة الدروس الخصوصية احترم نفسه ورفض إعطاء دروس خصوصية.. ما تجرأ عليه تلميذ.
ولو كل أستاذ من هؤلاء لم يفكر في الضغط علي تلاميذه لإجبارهم علي دخول مجموعات الدروس الخصوصية.. ما فكر تلميذ في الاستهزاء به أو التطاول عليه.
أرجوكم يا أساتذة.. أعيدوا مدارسنا مرة أخري تحت لافتة "وزارة التربية والتعليم".. فهذا أفضل لكم.. ولأولادنا.