ابداع
عزيزي الزائر : اثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك بموضوع أو حتى كلمة شكر .
لا تكن سلبياً وكن عضوا مفيدا
ابداع
عزيزي الزائر : اثبت وجودك لا تقرأ وترحل شارك بموضوع أو حتى كلمة شكر .
لا تكن سلبياً وكن عضوا مفيدا
ابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
ابداع

تعلم فليس المرء يولد عالماً ***** وليس أخو علم كمن هو جاهل ُ
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
نحن نسعى للتميز - والتميز للجميع ... منتدى dkrory.ibda3.org منتدى كل أفراد الأسرة
شعارنا التميز والتميز للجميع
مرحبا بكم فى منتدانا >> dkrory.ibda3.org  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
مكتبة الصور
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» من سير الرجال
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty12/10/2014, 18:01 من طرف dkrory

» قَصْر الأمــــير بَشْتَك
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty11/10/2014, 15:24 من طرف dkrory

» عقوبة الكذب عند النمل
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty11/10/2014, 12:14 من طرف dkrory

» غز للعباقرة
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 18:04 من طرف dkrory

» من أسرار الكعبة وثلاثة أسرار لا نعرفها عن الكعبة
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 17:57 من طرف dkrory

» الموت
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 12:10 من طرف dkrory

» اجعل ثقتك بربك زاداً لحياتك
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 11:44 من طرف dkrory

» قانون التركيز
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 11:40 من طرف dkrory

» (اعيادنا بين الامس واليوم)
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty10/10/2014, 11:35 من طرف dkrory

التبادل الاعلاني

 

 الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
dkrory
Admin
Admin
dkrory


عدد الرسائل : 862
نقاط : 6636

الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty
مُساهمةموضوع: الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول   الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول Empty27/11/2008, 23:04

الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول


هو صاحب الملحمة النبوية أو "مداح الرسول" كما كان يحب أن يُنادى، المطرب الذي سلك طريق العبادة والزهد وسخّر الفن ليكون طريق دعوة وحض على الفضيلة، وهو أيضًا الفنان صاحب القدرات المتعددة الذي تنوع بين الغناء البدوي والشعبي والديني وكذلك في التمثيل، وكان له شرف الريادة والسبق في كل ألوان الغناء التي اشتهر بها ثم تبعه المريدون!.

إنه الفنان محمد مرسي عبد اللطيف أو "الكحلاوي" الذي يُعَدّ واحدًا من أشهر من مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم بين مطربي عصره.

نشأ الكحلاوي نشأة دينية عربية في منيا القمح بالشرقية (شمال القاهرة) في أسرة عربية قح، وُلد في أكتوبر 1912، يتيمًا بعدما توفيت والدته أثناء ولادته ولحق بها أبوه وهو لا يزال طفلاً رضيعًا، وقد تناقلته الأسرة بينها إلى أن استقر به الأمر وعمره 3 سنوات في كنف خاله الفنان محمد مجاهد الكحلاوي الذي انتقل به إلى حي باب الشعرية الشعبي العريق الذي كان له أثر كبير في شخصيته.

تربى الكحلاوي في أحضان خاله الذي كان معاصرًا للفنان صالح عبد الحي وكان ذا صيت في ذلك الوقت، وكان هو من الرعيل الأول للمطربين الشعبيين، وكان يطلق عليهم في ذلك الوقت الصهبجية وهم المغنون الذين يحيون الأفراح والليالي الملاح.

وقد كان لملازمته لخاله -معلّمه- في حفلاته الأثر الكبير، حيث تشبع بالحياة الفنية منذ صغره وورث عنه الصوت الجميل والأداء المتميز وكذلك لقبه!.

وقد ألحقه خاله بمدرسة فرنسية للراهبات درس بها خمس سنوات، وفي نفس الوقت كان يحفظ القرآن في جامع سيدي الشعراني، ولما لم تعجبه الدراسة بالمدرسة الفرنسية ألحقه خاله بالتعليم الديني الأزهري فأظهر تألقًا ساعده عليه حفظه للقرآن كاملاً حفظًا وتلاوة في السادسة من عمره، واستمر في التعليم الأزهري، لكنه لم يحصل على شهادة العالمية الأزهرية، وكان لدراسته الدينية أبلغ الأثر في إتقانه للغة العربية وتصحيح مخارج ألفاظه، واستيعابه للنصوص العربية والشعر العربي، ومكنه بعد ذلك من إلقاء الشعر والقصائد والمدائح النبوية.

الصدفة قادته للنجومية

وكان الفتى الكحلاوي يقضي وقته بين الغناء ولعب كرة القدم التي تميز فيها حتى أصبح في وقت لاحق كابتن فريق نادي السكة الحديد، كما كان يلازم نادي الزمالك ونادي الترسانة في كل سفرياتهم (من أكبر وأقدم أندية مصر).

كما كان الكحلاوي مطرب الحي الذي يغني في حفلات السمر، وفي يوم الخميس كان يسير هو وأصدقاؤه من باب الشعرية إلى حديقة الأزبكية الشهيرة، حيث كانت تتواجد الفرق المسرحية والموسيقية العريقة مثل فرق الشيخ سلامة ومنيرة المهدية وعكاشة، وكانوا يختلسون النظر من خلف الكواليس وأحيانًا كانوا يشاركون في بعض الأعمال ككومبارس صامت، إلى أن لعبت الصدفة لعبتها عندما تأخر مطرب الفرقة زكي عكاشة في ذلك الوقت، فطلب منظم الحفلة من الكحلاوي وأصدقائه أن يقوم أحدهم بالغناء حتى لا يمل الجمهور، فأجمعوا كلهم على الكحلاوي، وكانت المرة الأولى التي واجه فيها الكحلاوى الجمهور فغنى له إحدى أغنيات خاله التي أفزع تجاوب الجمهور معها الكحلاوي فهرب من الحفل!.

واختاره صاحب الفرقة -زكي عكاشة- للغناء، وعرض عليه أن يسافر مع الفرقة إلى بلاد الشام، وكان لا يزال طفلاً فسافر مع الفرقة دون علم خاله، وكان مقررًا لهذه الرحلة أن تستمر شهرين، لكنه لم يَعُد مع الفرقة إلى مصر واستمر لثماني سنوات في بلاد الشام، تنقل فيها بين بلادها ليتعلم الغناء العربي الأصيل ويتقن خلالها اللهجة البدوية وإيقاعاتها وغناء الموال والعتابة وطرح الجول. ثم عاد إلى مصر شابًّا يافعًا في العشرين من عمره، خرج من بيته بحوالي عشرين قرشًا وعاد ومعه حوالي 38 ألف جنيه وهي ثروة ضخمة وقتها.

رائد الفيديو كليب

وبمجرد عودته صوّر الكحلاوي إسكيتشًا بدويًّا هو (أفراح البادية)، وكان يعرض في استراحات السينمات وقتها؛ هذا بالإضافة إلى الغناء الحي في بعض السينمات، حيث كان يستعين بديكور بسيط مثل خلفية منظر البادية وديكور ملائم، وكانت سينما ريفولي تعلن عن إسكيتش الكحلاوي الذي كان كفيلاً بإنجاح الأعمال السينمائية التي تعرض معه.

وكان للكحلاوي الريادة والسبق في تقديم هذا الشكل من التابلوهات الغنائية، وهو ما يطلق عليه الآن الفيديو كليب، وقد لقي هذا اللون في ذلك الوقت نجاحًا كبيرًا في أيام الثلاثينيات.

وكان الكحلاوي يهتم بالكلمة فهي جسره للوصول للآخرين، فكان دائمًا ما يتدخل في كلمات أغانيه ويشارك صاحبها كتابتها، وكان يستهل معظم أغانيه بالغناء المنفرد، ثم تدخل الموسيقى بعد ذلك وهي الطريقة التي اتبعها معظم المغنين من أبناء جيله وحتى الآن.

رائد الأغنية البدوية

وقد اتجه الفنان الشاب إلى الغناء البدوي الذي تعلمه جيدًا أثناء سفره فكوّن في بداية حياته ثلاثية جميلة مع بيرم التونسي بالكتابة وزكريا أحمد بالتلحين وهو بالغناء، واستطاعوا أن يظهروا لونًا غنائيًّا لم يكن على الساحة الغنائية آنذاك هو الأغنية البدوية التي وجدت قبولاً واستحسانًا كبيرًا، وساعد على انتشارها وتخليدها أنها كانت بمثابة تابلوهات غنائية في الأفلام التي شارك فيها الكحلاوي والتي كانت كفيلة بإنجاحها، وقد قلده عدد كبير من الفنانين وعلى رأسهم فريد الأطرش، وهو ما جعله يبحث عن مجال آخر للريادة والتميز فكانت الأغنية الشعبية.

وبدأ محمد الكحلاوي التمثيل نجمًا فكان أول أفلامه من إنتاج "أولاد لامة" وبطولة كوكا وسراج منير الذي تصدر أفيشاته رغم أنه لم يظهر سوى في مشاهد معدودة.

وقد كوّن الكحلاوي ثاني شركة إنتاج في الوطن العربي وهى (شركة إنتاج أفلام القبيلة) أراد بها صناعة سينما بدوية فتخصصت في الأفلام العربية البدوية مثل "أحكام العرب" و"يوم في العالي" و"أسير العيون" و"بنت البادية"، وغيرها والتي شارك فيها بالتمثيل واعتبرت هذه الأفلام بداية لعملية تمصير الفيلم العربي والذي كان يعتمد من قبل على النصوص الأجنبية المترجمة، وقد قدم في هذه التجربة نحو 40 فيلمًا.

الأغاني الشعبية بالنوتة الموسيقية

كما كان لنشأة الكحلاوي في أحد الأحياء الشعبية العريقة أثر كبير عليه فبدأ لونًا غنائيًّا شعبيًّا، ولم تكن الأغنية الشعبية معروفة وقتها بشكلها الحالي فكان الفنان الشعبي يرتدي الجلباب ويحمل الربابة، ويتغنى في المقاهي والموالد والجلسات القروية يسرد السير والملاحم، أما الكحلاوي فغنى الأغاني الشعبية بنوتة موسيقية وبمصاحبة فرقة موسيقية كاملة لأول مرة في تاريخ الغناء الشعبي، كما جعل الأغنية الشعبية تنافس الأغنية العاطفية التي كان يؤديها كبار الفنانين في ذلك الوقت أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم، وسرعان ما تبعه عدد من المريدين وهم كارم محمود، ومحمد قنديل، وشفيق جلال، وسعاد محمد، وحورية حسن، ومحمد العزبي، وعبد العزيز محمود.. وغيرهم.

الاعتكاف للأغاني الدينية

وكانت مرحلته الأخيرة بالغناء الديني التي مثلت حوالي نصف إنتاجه الفني، فقد لحّن أكثر من 600 لحن ديني من مجمل إنتاجه الذي قارب 1200 لحن، ولم تكن الأغنية الدينية تعرف بمفهومها الحالي؛ إذ اقتصرت في ذلك الوقت على التواشيح الدينية، ولكنه وضع أسسها وأصبحت الأغنية الدينية تغنى بنوتة موسيقية وفرقة كاملة وقد تلون في غنائه بين الإنشاد والغناء والسير والملاحم والأوبريتات، فقد قدم "سيرة سيدنا محمد" صلى الله عليه وسلم و"سيرة السيد المسيح" و"قصة حياة سيدنا إبراهيم الخليل". ولمع الكحلاوى في الغناء الديني ولاقت أغانيه حفاوة عند جمهوره وأصبحت تذاع في كل المناسبات الدينية، ومن أشهر أغانيه (لاجل النبي).

لم يكن الكحلاوي يغني غناء دينيًّا فحسب ولكنه عاشه وأحسه، ودخل بمرحلة الغناء الديني مرحلة الورع والزهد في حياته بعد أن ندم على الوقت الذي قضاه بعيدًا عن الله وبعيدًا عن حب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان يعتكف في مسجده بالإمام الشافعي أسبوعًا أو ما يزيد يقرأ القرآن ويصوم، ثم يخرج بعدها متشبعًا بروح الإيمان وبلحن جديد أيضًا، فكان الفن بالنسبة له دعوة وطريقة أخرى من طرق الدعوة والحض على الفضيلة من خلال الكلمة المغناة.

وقد رفض الكحلاوي رحمه الله التغني لأي مخلوق إلا لسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يغنّ لملك ولا رئيس مثلما فعل كل المطربين. وتروى عنه واقعة رفضه الغناء للزعيم جمال عبد الناصر رغم طلبه شخصيًّا، وأنه قال: لن أمدح أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان حلمه الكبير هو إنشاء مسرح إسلامي، وتكوين فرقة للإنشاد الديني على مسرح البالون وهو الحلم الذي يعمل على تحقيقه ابنه الفنان أحمد الكحلاوي.

الدعوة بالأغنية

ولم يكن الكحلاوي يؤمن بفكرة الفن للفن، بل كان يرى أن الفن لا بد أن يساير الأحداث والمواقف الإنسانية؛ لذا فحين بدأت حرب 48 وهجرة اليهود وأحدقت المخاطر بفلسطين كان أول من نادى بالوحدة وأنشد العديد من الأغاني الوطنية باللهجة العربية البدوية، ومن هذه الأغاني "على المجد هيا يا رجال"، "وين يا عرب"، "خلي السيف يجول" و"كريم جواد" و"يا أمة الإسلام"، وغيرها... فنراه يشحذ الهمم قائلاً:

يا أمة التوحيد من كل فج بعيد

هبوا بعزم شديد ورجعوا اللي كان

يا أمة العربان...

وفي انتصارات أكتوبر 1973 غنى:

على نورك قمنا وعدينا يا رسول الله

من بدري كتايب حوالينا كبروا لله...

وهنا نلاحظ أنه يستدعي روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى في أغانيه الوطنية.

صوت العرب تفتتح وتغلق بألحانه

وكما اقتحم الكحلاوي مجال الغناء والتمثيل وكرة القدم فلم يكن غريبًا أن يقتحم الإذاعة التي دخلها مع بدايتها في 1934، وكان اللحن الافتتاحي لإذاعة صوت العرب هو لحن محمد الكحلاوي وكذلك اللحن الختامي وهو لحن فيلم "أحكام العرب"، كما كانت تذاع أغنيته "يا أمة الإسلام يا أمة القرآن" على مدار اليوم، وكان المطرب الوحيد الذي خصصت له الإذاعة نصف ساعة يوميًّا.

وكان هذا الفنان الشامل ودودًا معطاء محبًّا للخير يهتم بمن هم خلف الكواليس فاهتم بالموسيقيين وأولاهم اعتناء خاصًّا، فكان يحرص على مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم وهذا دعاهم إلى اختياره نقيبًا للموسيقيين في عام 1945، ولكنه تخلى بعد ذلك عن المنصب للموسيقار محمد عبد الوهاب، وقضى بذلك على المشاكل والصراعات بداخل النقابة في ذلك الوقت.

ومما يذكر في هذا الصدد أن الكحلاوي كان رائدًا من رواد التلحين في عصره، فقد لحن لكل مطربي عصره، كما لحّن جميع ألحانه ما عدا لحنًا واحدًا لحنه له صديقه الشيخ زكريا أحمد، والطريف أنه أعاد تلحينه لنفسه مرة أخرى وهو لحن (خلي السيف يجول)!

وقد حصل الكحلاوي على شيء من التكريم -الذي لا يتناسب مع إبداعه وإضافاته للفن- فقد حصل على جائزة التمثيل عن دوره في فيلم "الزلة الكبرى"، وجائزة الملك محمد الخامس، وحصل في عام 1967 على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم حصل على جائزة الدولة التقديرية، هذا بالإضافة إلى العديد من الأوسمة والنياشين، ويسعى ابنه الفنان أحمد الكحلاوي حاليًا لإنشاء متحف لأبيه يضم أوسمته وملابسه وصوره النادرة التي سيضمها المتحف الذي سيقام بجوار مسجده بمنطقة الإمام.

حب التراث الإسلامي وراثة

وكما تميز في عمله الفني فقد نجح أيضًا في الجانب الاجتماعي من حياته فاستطاع أن يزرع في أبنائه حب الإسلام والتراث الإسلامي العريق، فتميزوا في مجالات متنوعة ولكنها تشترك في صلتها بالإسلام وتراثه: فابنته الدكتورة عبلة داعية إسلامية وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية، والدكتورة عليا أستاذة الحقوق والشريعة الإسلامية، والأستاذة عزة متخصصة في الديكور الإسلامي، والدكتور محمد الكحلاوي أستاذ في الآثار الإسلامية وأمين عام الأثريين العرب، والفنان أحمد الكحلاوى الذي ورث عن والده الصوت الجميل ورسالته الفنية فهو ملحن فرقة للإنشاد الديني.

كراماته وتجلياته الصوفية

وقد انتابت الكحلاوي روح صوفية جارفة وهو الذي أدى فريضة الحج 40 مرة متواصلة فلم يقطع الحج أربعين عامًا متواصلة، فكان يعتكف على جبل القصير على البحر الأحمر اعتقادًا منه أن سيدي أبي الحسن الشاذلي القطب الصوفي يقرأ معه القرآن، ثم يعود مرة أخرى لمقامه!! وكان يجاور سيدي الإمام الشافعي وسيدي عمر بن الفارض وسيدي عقبة بن نافع وغيرهم من أولياء الله الصالحين.

كما كان له تجلياته النابعة عن إلهام صوفي ونزعة تغلبه في التقرب إلى الله تعالى وأوليائه الصالحين، فقد هجر عمارته المطلة على النيل في حي الزمالك الراقي وبنى مسجدًا يحمل اسمه وسط مدافن الإمام الشافعي وبنى فوقه استراحة وسكنها وبنى كذلك مدفنه فيه!.

وبدأت خلواته في جامعه ثم امتدت معه في أوقات قضائه للعمرة التي أدى مناسكها عشرات المرات، فكان يقضي وقته عند قبر سيدنا حمزة وكذلك في خلوة عند جبل أحد وكان يتخذ مكانًا بالقرب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يختلي فيه، وكان يتلمس خطى سيدنا محمد في الأماكن التي سار فيها عليه الصلاة والسلام بين مكة والمدينة.

وفي آخر أيامه كان يقضي معظم وقته في الاستراحة التي تعلو الجامع عابدًا تاليًا لكتاب الله، كما كان ينفق ماله في سبيل الله فكان يقيم مائدة إفطار طوال شهر رمضان المعظم، هذا بالإضافة إلى تموين شهري لمعظم الأسر التي تسكن منطقة المدافن وكذلك معونات نقدية.

وعندما توجهت إلى المنطقة التي يوجد بها الجامع اكتشفت أنه من العلامات المميزة لهذا المكان -العامر بالرغم من وجوده وسط المدافن- فالمنطقة مشهورة بجامع الكحلاوي القريب من محطة الأتوبيس -التي تحمل هي الأخرى اسم الكحلاوي- والجامع صغير الحجم بسيط الإنشاء ليس به تكلف في العمارة ولا في النقوش، وأبرز ما فيه آية الإخلاص التي كتبت بطريقة فنية جميلة، وفي مواجهة باب الجامع يوجد باب آخر يوصل إلى الاستراحة وعلى يمينه يستقر مدفنه في هذا المكان الذي ارتبط به في حياته.

وعندما صعدت إلى سطحه وجدته قد امتلأ بالملابس بشكل يستدعي في الذاكرة مصانع الملابس، وبعدما تبينت الأمر اتضح أن هذه الملابس هي الكسوة المدرسية للأطفال وساكني القبور في منطقة الإمام، كما يضم المكان مدرسة لحفظة القرآن ومستوصفا طبيا وسبيلا.

ظل مداح الرسول طول حياته ينفق ماله ابتغاء مرضات الله ويسعى وراء موالد الأولياء الصالحين ويتقرب من المشايخ، ويخرج في سبيل الله حتى توفاه الله في ‏الخامس من أكتوبر ‏1982، وهو في حياته لم يندم على شيء سوى الفترة التي قضاها في عدم طاعة الله وكان يطلق عليها "جاهلية محمد الكحلاوي"!!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://dkrory.mam9.com
 
الكحلاوي.. المتصوف مداح الرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ابداع :: شخصيات :: شخصيات فنية-
انتقل الى: