فتاوي الصيام

عدد الرسائل : 108 نقاط : 5827

فتاوي الصيام
هكذا يكون الصوم .. إيماناً واحتساباً
النية أول الشهر .. تكفي رمضان كله

محمد زين العابدين

كيف يصوم المسلم شهر رمضان إيماناً واحتساباً.. ومن يكتفي في أول رمضان بنية صيام الشهر كله..

كانت هذه موضوعات أسئلة القراء التي أجاب عليها العلماء..

* يسأل القارئ أبوالفتوح عبدالقادر حسن من أسيوط قائلاً: قال "[": "مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".. فكيف يصوم المسلم رمضان إيماناً واحتساباً؟!.

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ السيد العراقي رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر: صيام المسلم إيماناً واحتساباً أن يكون صيامه موجهاً له في كل سلوكه فيتعلم من الصيام مراقبة الله عز وجل في أعماله والإخلاص له وعندئذ يحترس من الخطايا والمنكرات ويكن ممن انتفع من الصيام ولا حرج علي فضل الله عز وجل الذي يغفر الذنوب ويقبل التوبة ويعفو عن السيئات ولقد اشترط رسول الله "[" في مغفرة الذنوب أن يكون الصوم إيماناً واحتساباً.
وشرط الصيام إيماناً واحتساباً أن يبدأ الإنسان فيه بالتوبة الخالصة النصوح. فإذا كانت كذلك فإنها تثمر التقوي. فإذا ما أثمرت التقوي كان الإنسان في رضا الله تعالي في الدنيا والآخرة.. فعلي الصائم أن يكون كف اللسان والجوارح طاهر الظاهر والباطن متمثلاً بالخلق الإسلامي الرفيع. ففي الصيام تربية لملكة المراقبة وسمو بالقيم الأخلاقية في المسلم.. والله أعلم.
النية في الصيام

* تسأل القارئة عطيات عصر من شباس عمير كفر الشيخ.. قائلة: هل تكفي نية واحدة لصيام شهر رمضان كله. وهل يشترط التلفظ باللسان.. أم يكتفي باستحضارها في القلب؟!.

** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: قال رسول الله "[": "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي. فمن كانت هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله. ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه".
وقد احتج جمهور العلماء من الحنفية والشافعية والمشهور من مذهب الحنابلة بهذا الحديث النبوي الشريف علي وجوب نية الصوم لكل يوم من أيام شهر رمضان. لأن صيام كل يوم عمل مستقل والعمل كما جاء في هذا الحديث لا يصح إلا إذا كان مصحوباً بالنية. ولابد أن يبيت النية من الليل من غروب الشمس إلي مطلع الفجر. فإذا نسي استحضار هذه النية حتي مطلع الفجر فعليه أن يمسك عن الإفطار ويصوم بقية اليوم وعليه القضاء لهذا اليوم.. لحديث حفصة زوج النبي أن النبي "[" قال: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له".. وفي لفظ عند ابن حزم: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له".. أخرجه النسائي وأبو داود والترمذي.. وفي حديث عن عائشة رضي الله عنها عن النبي "[" قال: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له".. قال الدارقطني بعد إخراج هذا الحديث وإسناده.. كلهم ثقاط.. وذهب الإمام مالك وأحمد في رواية أخري عنه إلي أنه تجزئ نية واحدة عن صيام شهر رمضان إذا نوي صيام جميعه في أول ليلة منه.. وذلك لقوله "[" في الحديث: "وإنما لكل امرئ ما نوي".
وهذا قد نوي صيام جميع الشهر ولأن رمضان بمنزلة العبادة الواحدة إذ الفطر في لياليه عبادة أيضاً إذ يستعان بها علي صوم نهاره. وقد قال بهذا أيضاً الإمام إسحاق بن راهويه وأبوالوفاء بن عقيل من علماء الحنابلة. ولكن قال هذا الفريق إنه وإن كان تجزئ فيه نية واحدة للشهر كله إلا أنه يستحب أن تجدد النية لكل يوم من أيام الشهر. لذا نقول لصاحبة هذه الرسالة إن الأمر فيه سعة. فإنه يصح لك أن تنوي صيام الشهر جميعه إلا أنه للخروج من الخلاف ينبغي عليك أن تجددي النية لكل يوم من أيام الشهر المبارك.. والله أعلم

Admin عدد الرسائل : 862 نقاط : 6437