هامش الفتوي الاستقبال الواجب لشهر رمضان

عدد الرسائل : 108 نقاط : 5826

هامش الفتوي
الاستقبال الواجب لشهر رمضان

عبداللطيف فايد

الحفاوة باستقبال شهر رمضان تزيد كثيراً علي الحفاوة باستقبال أي شهر آخر من شهور العام. وذلك لاعتبارين أساسيين هما: أنه شهر أنزل الله فيه القرآن هدي للناس. وبينات من الهدي والفرقان. وأنه شهر فرض صيامه علي المسلمين. وجعل هذا الصيام ركناً من أركان الإسلام. كما ينص علي ذلك الحديث الشريف الذي يبدأ بقول رسول الله "[": "بُني الإسلام علي خمس...". ولقول الله سبحانه وتعالي في آيات الصيام: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدي للناس وبينات من الهدي والفرقان. فمن شهد منكم الشهر فليصمه...". وبينت هذه الآية الكريمة الأعذار التي تبيح الإفطار للمسلم خلال هذا الشهر وهي: المرض والسفر. فالمرض لما فيه من ضعف الجسم واستخدام الدواء للشفاء من المرض. وقد يكون استخدام الدواء موقوتاً بساعات محدودة في ليل ونهار. فجعل الله التيسير حتي لا يشق علي الناس بالصيام. وبهذا يتحقق ما ينسب إلي رسول الله "[" من أن الدين يسر. وأنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه. أي غلبه الدين لسعة اليسر فيه. وهذا من فضل الله علي العباد المؤمنين. والصيام من العبادات التي يحتفي بها الصغار كما يحتفي الكبار. فالصغار يحبون الظهور صائمين مع الكبار. حتي يتشبهوا بهم في الاحتمال والصبر علي الجوع والعطش مع الصغار في مرحلة تكوين الجسم الذي يحتاج إلي الغذاء. بل إلي غذاء فيه عناصر معينة تعمل علي سرعة البناء القوي للأجسام. والصيام بذلك عبادة مرموقة. لها في القلوب والنفوس مكان يناسب مكانتها في الدين. حيث هو لبنة من البناء القوي للدين.. فمن أول استطلاع هلال الشهر. والاتصال بين المسئولين عن إعلان رؤية هلال رمضان في الدول الإسلامية والإخبار بنتيجة استطلاع هلال هذا الشهر المبارك فيها ليصوم الناس في جميع هذه الدول برؤية الهلال في واحدة منها طبقاً لما يقضي به رأي جمهور الفقهاء. وهو أن الرؤية للهلال إذا ثبتت في أي دولة منها كانت رؤية لكل دولة تشترك معها في جزء من الليل. والدول الإسلامية والحمد لله تشترك جميعها في جزء من الليل علي خريطة العالم. والمسلمون في أية دولة من الدول غير الإسلامية عليهم أن يصوموا بصيام أي دولة تشترك معهم في جزء من الليل.. وهكذا يأتي التيسير للاتفاق وليس للاختلاف. وما يقال من أن لكل بلد مطلعه يصوم برؤيته ويفطر برؤيته فهو قول في مذهب الإمام الشافعي وليس قولاً للإمام نفسه. ومن هنا يجب أن تكون البداية واحدة والمنتهي واحداً. والخطاب في قول رسول الله "[": "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين". هو قول موجه إلي جماعة المسلمين يلتزمون كلهم به. وهذا فضلاً عن أن الاتفاق بين المسلمين فضيلة دينية. يجب عليهم أن يتمسكوا به. لأن أمتهم واحدة كما يؤكد ذلك القرآن الكريم في الآية "52" من سورة المؤمنون: "وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكُم فاتقون".وفي شهر رمضان يتخذ أهل الخير توقيتهم لأعمالهم الصالحة من إخراج زكاة المال والصدقات وإعداد ولائم الإفطار لعابري السبيل ولغير القادرين. ومن فضائلهم في إعداد هذه الولائم أنهم يجعلونها حافلة بأنواع شهية من الطعام ذات أسعار عالية لا يستطيع توفيرها أصحاب الدخول المتواضعة والمستحقون لهذا النوع من الصدقات الطعامية. بل لم نبتعد كثيراً عما يجب لشهر رمضان من الإكثار من العبادة فيه. فهو شهر الصيام وهو عبادة تؤدي إلي التقوي التي هي الهدف من الصيام. حيث يقول تعالي في الآية "183" من سورة البقرة: "يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون". ومن أجل ذلك شرعت فيه صلاة التراويح. وهي صلاة مقدورة. يتخذ المصلي عدد ركعاتها كما يتيسر له من قدرة علي الأداء طبقاً لظروف عمل حياته وصحته. ويجري فيها التيسير المشروع لصلاة الفريضة. فمن لا يستطيع صلاتها قائماً يؤديها قاعداً. أو مضطجعاً أو حسب قدرة جسمه إذا كان مريضاً. ووجه الحرص عليها أنها يتحقق بها الترويح عن النفس. وخير الترويح عن النفس ما كان بالعبادة وبخاصة الصلاة. فقد أخبر رسول الله "[" أن قُرَّة عينه في الصلاة. أي راحتها واطمئنانها وسعادتها.

Admin عدد الرسائل : 862 نقاط : 6436