ليلة بكي فيها مطار القاهرة

Admin عدد الرسائل : 862 نقاط : 6634

ليلة بكي فيها مطار القاهرة

كتب - عبد الناصر أبو الفضل:

الجمهورية - الاربعاء 25 جمادى الأولى 1430هـ - 20 مايو 2009م

كان ابن موت" هذا ما ذكره كل العاملين بمطار القاهرة الذين فرضت الظروف تواجدهم بالقرب من الأزمة الصحية التي مر بها المرحوم بإذن الله "محمد علاء مبارك" حيث عاشوا لحظات حزينة حبا للفقيد الذي شعروا بأنه ابن موت فعلا عندما شاهدوه في الصور النادرة واللقطات القصيرة سواء التي جمعته مع جده الرئيس أو عند مرافقته لوالده في بعض مباريات المنتخب القومي.. لقد عاش المطار صباحا حزينا أمس عندما عاد جثمان المرحوم من باريس وكانوا قد فوجئوا في ساعة مبكرة من صباح الأحد الماضي بحركة غريبة واستعدادات مكثفة حيث هرع الطيار "توفيق عاصي" رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران إلي المطار لاعداد الطائرة لنقل أول حفيد للرئيس والبالغ من العمر 12 سنة والذي يمر بأزمة صحية إلي أي مكان يقرره الأطباء كما توجه الدكتور "زكريا عزمي" رئيس ديوان رئيس الجمهورية إلي المطار للإشراف بنفسه علي الاستعدادات كما حرص المهندس "إبراهيم مناع" رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية علي التواجد في هذه الساعة المبكرة بالمطار ليقف عن قرب علي توفر الامكانيات في الوقت الذي كان فيه الفريق طيار "أحمد شفيق" وزير الطيران المدني علي اتصال مع الجميع.. الصورة وسط العمال سواء في أرض المهبط أو استراحة الرئاسة وصالة كبار الزوار لم تختلف عنها وسط المسئولين حيث كانوا يدعون الله ان يلطف بأسرة مبارك وينتظرون الفرصة لتقديم أي جهد للتخفيف عن الأسرة والمساعدة بأي شيء.
أحزان العاملين زادت عندما علموا بأن السيدة "سوزان مبارك" ألغت سفرها الأحد إلي لندن لحضور احتفال بتكريمها لمتابعة الحالة وهو ما تكرر عندما شاهدوا الرئيس مبارك علي شاشة التليفزيون وهو يحاول تخطي قلقه علي الحفيد ليواصل جدول اعماله ومقابلة رئيس غينيا.. كما شهدت كواليس المطار قيام الدكتور "حاتم الجبلي" وزير الصحة بتأجيل سفره إلي جنيف 24 ساعة ليتابع الحالة حيث غادر بعد ذلك يوم الاثنين للمشاركة في اجتماعات منظمة الصحة العالمية كما ألغي "أنس الفقي" وزير الاعلام سفره الأحد إلي بريطانيا للتواجد عن قرب من الأسرة.. لم تقتصر الأحاسيس الطيبة علي المصريين فقط ولكنها جاءت من بعض الدول العربية حيث وصلت طائرة اسعاف طائر سعودية وعليها فريق طبي لمتابعة الحالة ثم كان القرار بالسفر إلي باريس لإجراء عدة فحوص طبية وتحديد طرق العلاج في أحد المستشفيات هناك وحرص كل العاملين الذين تواجدوا خلال نقل "محمد" إلي باريس علي تقديم المساعدة وسط دعواتهم الصادقة بالعودة سالما ومرت الساعات ليسمعوا خبر وفاته في باريس حيث استرد الله سبحانه وتعالي وديعته مساء الأثنين وجاءت اللحظة التي فجرت الأحزان للمرة الثانية في صدر كل من شاهد عودة الجثمان صباح أمس بداية من طبيب الحجر الصحي الذي أشرف علي إصدار تصريح الدفن والإفراج عن الجثمان وهي نفس الإجراءات التي تتم علي جثث القادمين من الخارج وحتي العمال الذين اشرفوا علي نقل الجثمان من الطائرة إلي سيارة نقل الموتي التي نقلت الجثمان إلي مستشفي الجلاء تمهيدا لدفنه.. كانت لحظة حزينة عاشها العاملون البسطاء بالمطار الذين تواجدوا أثناء وصول الجثمان وهم لا يبغون منصبا ولا يسعون إلي جاه ولكنها المشاعر الصادقة لدي كل المصريين الذين أعلنوا حزنهم الصادق.. لقد اطلق الجميع في المطار العنان لمشاعرهم وتذكروا لحظات فقد الأعزاء وتمنوا لو يشدون علي أيادي أفراد الأسرة التي حرصت علي التماسك أثناء متابعة إجراءات خروج الجثمان من المطار لتعزيتهم في فقيدهم الغالي الذي ندعو الله ان يلهمهم الصبر ويتغمد الفقيد برحمته ويدخله فسيح جناته.